أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين عضو المكتب التنفيذي للغرفة النائب أحمد السلوم، أهمية الدور المتقدم الذي تلعبه روسيا في قطاع الصناعات الدوائية الذي يعد من أبرز المجالات التي حظيت باهتمام بالغ من الحكومة الروسية في السنوات الأخيرة بهدف توطين إنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية، خصوصا الأدوية الحيوية ذات الأهمية القصوى لحياة المواطنين.
جاء ذلك خلال مشاركة السلوم، كمتحدث رئيسي في منتدى سلامة الأدوية، الذي يُعقد ضمن فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) في روسيا، والذي يُعد من أبرز المنصات الدولية للحوار الاقتصادي وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات.
وأشاد السلوم بكون روسيا من أوائل الدول التي بادرت إلى إرسال لقاح كورونا إلى عدد من دول العالم أثناء أزمة الجائحة، في خطوة تعكس مدى التقدم الذي أحرزته في مجالات البحث العلمي والتطوير الدوائي، وقدرتها على الاستجابة السريعة للمتغيرات الصحية العالمية.
وقال إن الأمن الدوائي لا يقل أهمية عن الأمن القومي أو الأمن الغذائي، خصوصا في ظل المتغيرات الجيوسياسية والصحية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتي باتت تشهد تحولا واضحا من الحروب التقليدية إلى حروب بيولوجية تستخدم الفيروسات والأوبئة كوسائل ضغط واستهداف.
وأضاف السلوم، أن هذه التحولات تحتم على الدول أن تعيد صياغة استراتيجياتها في التعامل مع الأمن الصحي عبر بناء منظومة دوائية متكاملة تشمل مخزونا استراتيجيا من الأدوية، وتأسيس مراكز متخصصة للأبحاث والتطوير، إلى جانب دعم وتوسيع الطاقة الإنتاجية للمصانع المحلية لتكون قادرة على تغطية احتياجات السوق المحلية والإقليمية في حالات الطوارئ.
وأوضح السلوم أن الاستثمار في الصناعات الدوائية لم يعد خيارا تنمويا فقط، بل أصبح ضرورة حتمية تفرضها المعطيات الراهنة، خصوصا مع ازدياد التحديات المرتبطة بسلاسل الإمداد العالمية والاعتماد على مصادر خارجية؛ ما يعزز الحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي، مبينا أن امتلاك بنية تحتية دوائية متقدمة يضمن استمرارية توفير الأدوية في الأزمات، ويمنح الدول قدرة أكبر على التصدي للأوبئة والطوارئ الصحية العالمية لحماية صحة الشعوب والحفاظ على استقرار المنظومة الصحية في مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن مملكة البحرين تسعى لأن تكون شريكا فاعلا في مجالات التصنيع الدوائي عبر تشجيع الاستثمارات الروسية لإقامة مصانع للأدوية في البحرين، بما يسهم في توفير المنتجات الدوائية للسوق البحرينية ويتيح دخولها إلى الأسواق الخليجية والإقليمية، خصوصا أن البحرين ترتبط بعدد من مذكرات التفاهم التي تسهل النفاذ إلى الأسواق الخارجية، لافتا إلى أن إقامة هذه المصانع في البحرين من شأنها أن تمنح المنتجات الروسية ميزة الحصول على تراخيص المطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة في العديد من الدول التي قد يصعب على روسيا الوصول إليها مباشرة؛ ما يعزز جودة الصناعة وانتشارها.