تفقد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف مصانع “نوفو نورديسك” للاطلاع على تقنيات الإنتاج المتقدم في مجال صناعة الإنسولين والأدوية الحيوية في “نوفو نورديسك” الدنماركية والتي تمتلك مشروعا مشتركا مع صندوق الاستثمارات السعودي.
وتجول الوزير في منشآت “نوفو نورديسك” بمدينة هيليرود شرق البلاد بهدف تعزيز التعاون الصناعي، وبحث فرص تنمية الاستثمارات المشتركة، وتبادل الخبرات ونقل التقنية، وتمكين البحث والابتكار الصناعي
ولفت الخريف إلى أهمية الشراكة القائمة بين الشركة وصندوق الاستثمارات العامة عبر شركة “لايفيرا”، والتي تشمل توطين تصنيع أدوية GLP-1 والإنسولين في السعودية.
وتعد نوفو نورديسك بإيراداتها السنوية البالغة 42.1 مليار دولار الشركة الأوروبية الأكبر في قطاع الأدوية، وهي رائدة عالميا في علاج السكري والسمنة، فيما يعد مشروع لايفيرا الذي تأسس في الرياض عام 2023 إحدى شركات الصندوق المتخصصة في الأدوية الحيوية التي تسعى السعودية من خلالها إلى التركيز على صناعة المنتجات الدوائية الأساسية مثل: الأنسولين، واللقاحات، وأدوية البلازما والأجسام المضادة، والعلاجات الخلوية والجينية، والجزيئات الصغيرة المبتكرة.
وبحث وزير الصناعة والثروة المعدنية، خلال زيارته إلى مملكة الدنمارك، تعزيز الشراكات الصناعية الاستراتيجية، وتوطين الصناعات الدوائية، ودعم منظومة الأمن الصحي الوطني للمملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتركز الزيارة بشكل خاص على تسريع توطين إنتاج الأنسولين، ومستحضراتGLP-1، والعلاجات الحيوية المتقدمة داخل المملكة، من خلال سلسلة من الاجتماعات للوزير الخريّف مع كبرى الشركات في قطاع الصناعات الدوائية، وفي مقدمتها شركة نوفو نورديسك Novo Holdings الرائدة في تصنيع الأدوية.
وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لاتفاقية ثلاثية جرى توقيعها في أكتوبر 2024 خلال ملتقى الصحة العالمي في الرياض، لتوطين ما يصل إلى سبعة أنواع من منتجات الأنسولين بين الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والمستلزمات الطبية (NUPCO)، وشركة Lifera المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، وشركة نوفو نورديسك Novo Nordisk.
وسيلتقي الوزير خلال زيارته لشركة Novo Holdings عددًا من كبار التنفيذيين، للتباحث حول رفع الطاقة الإنتاجية للأنسولين داخل المملكة، إلى جانب استكشاف فرص توسيع التعاون في مجال العلاجات الحيوية، بما يعزز مرونة سلسلة الإمداد الصحي، ويدعم توجه المملكة نحو التحول إلى مركز إقليمي لتصنيع الأدوية.
وتُمثل الاجتماعات مع Novo Holdings محطة مهمة في مسار المملكة نحو تحديث البنية التحتية الصحية والصناعية، وتعزيز قدرتها على الإسهام في تحقيق المرونة الصحية على المستوى العالمي.
وحققت المملكة خلال السنوات الأخيرة تقدمًا ملموسًا في توطين قطاعها الدوائي، وتم خفض الاعتماد على الاستيراد من (80%) عام 2019 إلى (70%) بحلول عام 2023.
وأسهم هذا النمو في إدخال تقنيات تصنيع متقدمة للمملكة للمرة الأولى، شملت تطوير وتسجيل أول منتج بديل حيوي محلي (الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي-إينوكسابارين)، إضافة إلى إنشاء أول منشأة في المنطقة متخصصة في تصنيع أدوية الجهاز التنفسي المتقدمة.
ويُعد التعاون مع شركة نوفو نورديسك Novo Nordisk، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، إحدى الركائز الرئيسية في استراتيجية المملكة لتوطين نحو (90%) من إنتاج الأنسولين داخل المملكة، ويهدف هذا التعاون إلى تلبية أكثر من (80%) من الطلب المحلي على الأنسولين بحلول عام 2027، ما يجعل المملكة أول دولة في منطقة الخليج تصنّع الأنسولين محليًا.
وتعمل المملكة على تعزيز قدراتها في مجالات المنتجات المجففة بالتجميد (Lyophilized products)، وتستضيف المنشأة الوحيدة في الخليج لإنتاج المواد الصيدلانية الفعالة (API) وفقًا لمعايير التصنيع الجيد (GMP)، مما يسهم في ترسيخ مكانتها مركزًا إقليميًا لتصنيع الأدوية.