أظهرت نتائج تجربة سريرية واسعة النطاق أن عقار «ترويدلفي» (Trodelvy) من شركة جيلياد Gilead Sciences، عند استخدامه مع العلاج المناعي الشهير «كيترودا» (Keytruda) من شركة ميرك Merck، قلل خطر تفاقم نوع عدواني من سرطان الثدي بنسبة 35% عندما استُخدم كعلاج أولي.
وقال أحد الخبراء إن هذه البيانات من المرجح أن تُغير الطريقة التي يُعالج بها المرضى بعد تشخيصهم بسرطان الثدي الثلاثي السلبي المتقدم.
بعد متابعة متوسطة استمرت 14 شهرًا، أظهر المرضى الذين تلقوا مزيج «ترويدلفي» و«كيترودا» فترة بقاء دون تقدم المرض بلغت 11.2 شهرًا، مقارنة بـ 7.8 أشهر لأولئك الذين تلقوا العلاج القياسي المتمثل في العلاج الكيميائي مع «كيترودا»، بحسب ما أفاد الباحثون.
كما أظهرت النتائج الكاملة التي قُدمت في الاجتماع العلمي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو، أن المرضى الذين تلقوا مزيج «ترويدلفي/كيترودا»، استجابوا للعلاج لمدة متوسطة بلغت 16.5 شهرًا، مقارنة بـ 9.2 أشهر في مجموعة العلاج الكيميائي.
ولا يزال الباحثون يتابعون المرضى لمعرفة ما إذا كان هذا النظام العلاجي يؤثر أيضًا على معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام.
وكانت شركة جيلياد قد أعلنت في وقت سابق أن الدراسة من المرحلة الثالثة، والتي شملت 443 مريضًا بسرطان الثدي الثلاثي السلبي المتقدم ممن تُظهر أورامهم بروتين PD-L1 (وهو الهدف الذي تعمل عليه أدوية مثل «كيترودا»)، قد حققت هدفها.
وقالت الدكتورة جين لو ميزيل، المديرة المشاركة لقسم أورام الثدي في كلية الطب بجامعة إيموري وخبيرة معتمدة من ASCO، إن «النتائج تُشير إلى أن مزيج (ترويدلفي/كيترودا) سيصبح على الأرجح معيارًا جديدًا للعلاج في هذه الحالة».
وتُقدّر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري أن نحو 10% من حالات سرطان الثدي في الولايات المتحدة تُصنّف على أنها ثلاثية سلبية.
وتُعد هذه الأنواع أكثر صعوبة في العلاج من الأنواع الحساسة للهرمونات، لعدم احتوائها على المؤشرات الحيوية الشائعة التي تُوجه خيارات العلاج، كما أن أورامها غالبًا ما تكون أكبر حجماً ومعدل تكرارها مرتفع.
ووفقًا للجمعية، فإن حوالي 40% من سرطانات الثدي الثلاثية السلبية تكون إيجابية لـ «PD-L1»، مما يجعلها مرشحة للعلاج بـ «كيترودا».
ما هو «ترويدلفي»؟
«ترويدلفي» هو أحد أنواع العلاجات المعروفة باسم «الأجسام المضادة المرتبطة بعقاقير» (Antibody-Drug Conjugates)، وهي مصممة لتوصيل الدواء المضاد للسرطان بدقة إلى الخلايا الخبيثة، مما يقلل الضرر اللاحق بالخلايا السليمة مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
الآثار الجانبية الخطيرة
تم الإبلاغ عن حدوث نقص العدلات (Neutropenia)، وهو انخفاض في خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى، لدى 43% من المرضى الذين تلقوا «ترويدلفي».
كما ظهرت حالات إسهال لدى 10% منهم.
أما في مجموعة العلاج الكيميائي، فقد ظهرت حالات نقص العدلات لدى 45% من المرضى، وفقر دم لدى 16%، وانخفاض في صفائح الدم لدى 14%.
«ترويدلفي» مُصرح به حاليًا لعلاج المرضى المصابين بسرطان الثدي الثلاثي السلبي المتقدم الذين تلقوا علاجين سابقين أو أكثر، وكذلك لعلاج مرضى سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمون والسالب لمستقبل HER2 الذين تلقوا علاجات سابقة.
وتواصل شركة جيلياد إجراء عدد من الدراسات على «ترويدلفي»، بما في ذلك تجربة لاستخدامه كعلاج أولي لمرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي غير الإيجابيين لـ PD-L1.