أكدت الدكتورة عائشة الأنصاري، مديرة إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة العامة في دولة قطر، أن الصناعة الدوائية المحلية نجحت في ترسيخ مكانتها كركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الدوائي.
وأوضحت أن قطر تمتلك حاليًا ثلاثة مصانع دوائية محلية تعمل بالفعل، تشمل مصنع قطر فارما المتخصص في إنتاج المحاليل الوريدية المعقمة ومحاليل الغسيل الكلوي والمستحضرات الموضعية، ومصنع قطر لايف فارما الذي ينتج الأقراص والكبسولات والأشكال الصيدلانية السائلة وشبه الصلبة، إضافة إلى الشركة القطرية للصناعات الدوائية (QPI) التي تركز على إنتاج الأشكال الصيدلانية المتنوعة من الأقراص والكبسولات والمستحضرات الموضعية.
وأشارت الأنصاري إلى أن نسبة الأدوية المحلية المسجلة بوزارة الصحة العامة بلغت نحو 10% من إجمالي عدد المستحضرات المسجلة، وهو إنجاز مهم بالنظر إلى حداثة المصانع، ويعكس قدرة الصناعة الوطنية على المنافسة خصوصًا في مجال المحاليل الوريدية والغسيل الكلوي.
وأضافت أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على تصنيع المجموعات العلاجية الحساسة مثل المضادات الحيوية والهرمونات وقطرات العين، لما لها من أهمية بالغة في تلبية احتياجات القطاعين العام والخاص وتقليل الاعتماد على الاستيراد. كما شددت على ضرورة التوسع في خطوط الإنتاج القائمة لتعزيز فرص التصدير ودعم مكانة قطر إقليميًا ودوليًا في قطاع الصناعات الدوائية.
وأوضحت الأنصاري أن التصنيع الدوائي يواجه تحديات عدة، منها نقص المراكز البحثية المتخصصة في تطوير التركيبات وبحوث التكافؤ الحيوي، والحاجة لمصانع مواد خام، إضافة إلى قلة الكوادر الماهرة وارتفاع تكاليف الأبحاث والتطوير.
وأكدت أن هذه التحديات يتم التعامل معها عبر شراكات مع شركات عالمية، مثل مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة BIOCAD الروسية، لتوطين التكنولوجيا وتعزيز القدرات المحلية، بما يسهم في ترسيخ مكانة قطر كمركز عالمي رائد في الصناعات الدوائية والعلوم الطبية الحيوية.