قال مازن دروزة، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “الحكمة للأدوية” والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المنطقة العربية رغم صعوبة الأحداث التي تعيشها تستحوذ على 30 % من مبيعات شركة الحكمة، بينما 60% بالولايات المتحدة، والـ 10% موزعة بين باقي الأسواق، وللأسف الشديد تقلبات المنطقة العربية تعيق الخطط طويلة المدى، ولذلك خططنا تكون لعام أو عامين على الأكثر، في حين خططنا في أوروبا وأمريكا تصل لـ خمس سنوات، بسبب الاستقرار هناك.
تابع «أصبح لدينا خبرة كبيرة في التعامل مع الأوضاع بالوطن العربي. حيث نعمل منذ نحو 45 سنة، ونؤكد أننا نتعامل مع المريض وليس الأنظمة السياسية، ولا نتعامل ضمن معطيات الحرب أو غيرها لكننا تعاملنا الأوحد مع المريض. وهدفنا هو تأمين الدواء له. ولا نتخلى عن مرضانا في العالم العربي سواء في سوريا أو ليبيا أو السودان أو اليمن أو العراق في أي منطقة».
وأوضح في حوار تليفزيوني لبرنامج “الدرجة الأولى” الذي يذاع عبر قناة العربية، أن الفارق بين الحكمة وباقي الشركات العالمية، أن سوق الأدوية العالمي موزع بنسبة 20% باليابان، و20% في أوروبا، و42% في أمريكا، بينما كل العالم العربي لا يتخطى 2.7% موزعين بين 18 دولة، .
معتبرا ذلك بمثابة فرصة لشركته، حيث لا تستطيع الشركات العالمية “المالتي ناشيونال” دخول السوق العربي وخوض غمار حرب تقلبات العملة، ويكون لديها 18 سيستم، و18 مصنع، “على حد وصفه”، مما يجعلها فرصة للحكمة تستطيع من خلالها أن تقدم الدواء للعالم العربي، ولذلك فنحن لدينا 22 مصنع بالعالم العربي.
مصنع الحكمة لأدوية الأورام في مصر يضمن توافر هذه الأصناف للمريض المصري
وأشار مازن دروزة إلى أنه عندما انخفض الجنيه في مصر، كل الشركات العالمية أوقفت توريد أدوية السرطان عن مصر، بينما الحكمة قامت بإنشاء مصنع لإنتاج أدوية السرطان في مصر لتأمين الدواء للمريض المصري.
وتابع: “يظهر الفارق بين الحكمة والشركات العالمية “المالتي ناشيونال” في المنطقة، إذا علمنا أن موظفي الحكمة في كل دولة، من أبناء هذه الدول، على خلاف الشركات العالمية، فلو قامت حرب تقوم الشركات العالمية بإخراج موظفيهم ووقف النشاط، بينما نحن نعمل في بلادنا، وشركاء للأجل البعيد، ومن هذا المنطلق نحن باقين.
وأشار مازن دروزة، إلى أن جامعة الدول العربية كانت قد أقرت قانون لتوحيد إجراءات تسجيل الأدوية في العالم العربي منذ عام 1964، مطالبا بضرورة تفعيل ذلك.
أصعب القرارات
أصعب القرارات كانت هي الخروج من السودان ووقف نشاط الشركة هناك، حيث كنا نعمل بها منذ الثمانينيات، وكنا نخطط ليكون مركزا لنا ننطلق منه إلى أفريقيا، وأنشأنا مصنع وقمنا بضخ استثمارات كبيرة هناك، وبعد بدء الإنتاج بدأت الحرب وهاجم المصنع جماعات مسلحة، ودمروا المصنع كاملا، رغم أهميته لتوفير الدواء للمواطن السودان.
الحكمة أول من طبق قوانين “الامتثال”
وحول سعي شركات الأدوية لتحقيق أرباح، قال مازن دروزة، أن عالم الدواء تطور كثيرا خلال الـ 20 سنة الأخيرة، والتعامل مع الأطباء والتسويق تغير بشكل كبير، وأصبح تحكمه قواعد وقوانين عالمية، ونحن في الحكمة طبقنا معايير “الامتثال” في العالم العربي منذ بداية تسعينيات القرن الماضي تعرضنا لخسرنا ولضغوطات والبعض قاطعنا حتى لا نقوم بهذا العمل، والأن الجميع التزم بما كنا نفعله منذ البداية.
وتابع: “بسبب ذلك خسرنا أسواقا وتركنا بلدان عربية لأن لم يكن فيها قواعد الامتثال، ونحن اليوم لا نستطيع التفكير لعام أو اثنين، بل لابد من التفكير ووضع الخطط لـ خمس سنوات، وكما ذكرت صناعة الدواء هي استثمار طويل الأجل.
الإنسان هو المحور الأهم للنجاح
وأضاف مازن دروزة قائلا: “نؤمن في الحكمة أن الإنسان هو الأساس في كل شيء فلو كان لدينا مؤهلين ومدربين فسوف نستطيع تخطي أي صعاب، ولذلك حرصنا على اختيار موظفينا وتطوير مهاراتهم، ونقول دائما أن “الحكمة هي الإنسان” ونعمل على أن يتطور ويطور المجتمع المحيط به”.
وتابع: “أقول لمن يعمل بالحكمة إذا كنت تعملون لتكونوا موظفين أرجوكم استقيلوا، ونحن نعمل 24 ساعة يوميا، لدعم حياة المرضى، وهدفنا الأساسي هو الوصول لدواء يساعد المرضى ويشفيهم”.