قال نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي ورئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة أدوية الحكمة (الحكمة) مازن دروزة، أن الشركة تصدر 46% من احتياجات السوق الأميركية من مستحضر أموكسيسيلين ومشتقاته سواء للأطفال أو كبار السن والذي يتم تصنيعه بالأردن، وهو نفس العلاج الذي يتم بيعه بالمملكة والدول الأخرى وبينها الولايات المتحدة.
يُستخدم الأموكسيسيلين لعلاج الالتهابات البكتيرية في أجزاء مختلفة من الجسم (الأذن، الرئتين، الأنف، الجيوب الأنفية، الجلد، المسالك البولية).
وسلط تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قبل أيام بالاستناد إلى بيانات من “هيئة دستور الأدوية الأميركية” (U.S. Pharmacopeia)، الضوء على المكانة المحورية للأردن في سلسلة الإمداد الدوائي العالمية، لا سيما في توفير أدوية حيوية للسوق الأميركية.
وكشف التقرير الذي يدرس عملية الإنتاج المعقدة للأدوية عبر بلدان متعددة، عن إسهام أردني كبير، خصوصا في تصنيع اثنين من الأدوية الشائعة الاستخدام: المضاد الحيوي أموكسيسيلين، والمخدر الموضعي ليدوكائين.
وحسب التقرير فإن الأردن يعتبر مركزا رئيسيا للمرحلة النهائية من إنتاج الأموكسيسيلين، حيث تشير البيانات إلى أن المملكة تتولى تصنيع المنتج النهائي الذي يمثل 46 بالمئة من إجمالي إمدادات الولايات المتحدة من هذا المضاد الحيوي الأساسي المستخدم لعلاج العدوى البكتيرية.
وقال مازن دروزة: إن” الشركة ترى أن الصناعة الدوائية الأردنية تشكل عنصرا محوريا في دعم الأمن الدوائي محليا وتعزيز الحضور العالمي للصناعات الدوائية عالية الجودة، موضحا “لا يقتصر دور الأردن على تحقيق الاكتفاء الدوائي الذاتي، بل يعد أيضا من الدول المصدرة الرائدة”. وفقا لـ لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)،.
وأضاف مازن دروزة “يغطي قطاع الصناعة الدوائية 52 بالمئة من السوق المحلية من حيث الحجم، ويسهم في توفير أكثر من 25 مليون دينار سنويا على فاتورة العلاج في القطاع العام، كما يصدر أكثر من 70 بالمئة من إنتاجه لنحو 80 دولة، تشمل أسواقا استراتيجية مثل السعودية والعراق والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا”.
وتابع مازن دروزة ، “تغطي الصناعة الأردنية أيضا معظم الأشكال الصيدلانية؛ فقد توسعت في مجال الأدوية البيولوجية لعلاج السرطان وأمراض المناعة والروماتيزم والصدفية وكرون، ما يعكس قدرتها على مواكبة التطورات العلمية”.
وأضاف في هذا السياق، تبرز الحكمة كشركة صناعات دوائية رائدة تأسست في الأردن وأصبحت مجموعة متعددة الجنسيات بتواجد محلي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحتضن اليوم أكثر من 2000 موظف وموظفة في المملكة.
وأضاف أن الشركة تقدم وحدها 75 بالمئة من صادرات القطاع، بما يفوق 465 مليون دولار، ما مكن هذا التوسع مصنع سحاب للأورام التابع للحكمة من الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ليكون أول مصنع أردني يصدر إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشار إلى أن تطور قطاع الصناعة الدوائية الأردنية على مدى نصف قرن بفضل دعم القيادة الهاشمية المستمر، بدءا من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، الذي رعى افتتاح أول مصنع أردني للأدوية عام 1963، وصولا إلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي عزز هذا القطاع عبر مبادرات وطنية مثل رؤية التحديث الاقتصادي، كما أسهم تأسيس المؤسسة العامة للغذاء والدواء في تمكين الصناعة من مطابقة المعايير العالمية، بما فيها( FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) ما رفع مستوى الرقابة والتنظيم.
وقال” يحتضن الأردن اليوم أيضا مراكز أبحاث متقدمة، كما ينتمي الاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية إلى هيئات عالمية مرموقة، مثل دستور الأدوية الأميركي والجمعية العالمية للأدوية الجنيسة والبيولوجية، ما يعكس مكانة الأردن بوصفه شريكا موثوقا في صناعة الدواء”.
وأضاف أن الحكمة تجسد هذا التطور، حيث انطلقت من مصنع صغير عام 1978 لتصبح اليوم شركة عالمية مدرجة في بورصة لندن، تستثمر سنويا أكثر من 149 مليون دولار في البحث والتطوير، وتحتضن أكثر من 9500 موظف حول العالم.
وتابع دروزة إن الحكمة تدير 9 مراكز أبحاث، منها اثنان في الأردن، و29 مصنعا حول العالم، وقد حصل مصنعها بالمملكة على موافقة الــ (FDA) منذ عام 1996، لتصدير الأدوية مباشرة إلى السوق الأميركية، ما جعلها اليوم من بين أكبر 7 موردين للأدوية الجنيسة في الولايات المتحدة.