تُولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بـ صحة المرأة، إدراكًا منها بأن تمكين المرأة يبدأ من تمكينها صحيًا، وأن رفاهها الجسدي والنفسي أساس لبناء أسرة متماسكة ومجتمع متوازن. ومع تطور القطاع الصحي ضمن رؤية السعودية 2030، أصبحت صحة المرأة محورًا رئيسيًا في السياسات الصحية والتنموية.
لقد شهدت السنوات الأخيرة نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة للنساء، حيث أطلقت وزارة الصحة العديد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي والكشف المبكر عن الأمراض لدعم صحة المرأة. ومن أبرز هذه البرامج، مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، التي تنتشر في مختلف مناطق المملكة من خلال العيادات المتنقلة والمراكز المتخصصة، ما ساهم في زيادة نسب الاكتشاف المبكر وتحسين معدلات الشفاء.
كما تحرص المملكة على دعم الصحة الإنجابية والأمومة الآمنة، من خلال تقديم رعاية شاملة قبل وأثناء وبعد الحمل، وتوفير برامج تثقيفية للأمهات حول التغذية السليمة ورعاية المولود. وقد أسهمت هذه الجهود في انخفاض معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة خلال السنوات الأخيرة مما يساهم في دعم صحة المرأة .
وفي جانب آخر، تولي الدولة اهتمامًا متزايدًا بـ الصحة النفسية للمرأة، إدراكًا للتحديات التي تواجهها في ظل المسؤوليات الأسرية والاجتماعية والعملية. فقد تم إنشاء مراكز دعم واستشارات نفسية، وإطلاق حملات توعية تشجع على الاهتمام بالصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة.
إلى جانب الجوانب الوقائية والعلاجية، تعمل المملكة على تمكين الكوادر النسائية الصحية من خلال توسيع فرص التعليم والتدريب في مجالات الطب والتمريض والإدارة الصحية، ما جعل المرأة السعودية اليوم شريكًا فاعلًا في تطوير المنظومة الصحية ذاتها.
إن الاهتمام بـ صحة المرأة في السعودية لم يعد مقتصرًا على الجانب الطبي فقط، بل أصبح رؤية شاملة تتضمن الوعي، والتمكين، والوقاية، والعلاج، والمشاركة المجتمعية. وبهذا النهج المتكامل، تمضي المملكة بخطى واثقة نحو بناء مجتمع صحي ومستدام، تكون فيه المرأة عنصرًا قويًا في تحقيق التنمية الوطنية.