تستهدف شركة “إيفا فارما” المصرية بلوغ مرحلة التصنيع والتوريد الكامل للإنتاج من خمس مصانع تنشئها في السعودية بحلول نهاية العام المقبل، وذلك بعد إطلاق التشغيل التجريبي فيها في الربع الأخير من 2025، بحسب المدير الإقليمي للشركة في المملكة أمجد طلعت لـ”الشرق بلومبرج”.
تعمل المصانع الخمسة، التي تبلغ استثماراتها نصف مليار ريال، التابعة لـ”إيفا فارما” بالسعودية، في مجمع صناعي موحد. والمصنع الأول مخصص لصناعة الأقراص والكبسولات، والثاني لصناعة أدوية الأورام والمناعة، والثالث لصناعة الأدوية البيطرية، والرابع للقاحات، والخامس لمنتجات العناية الشخصية، بالإضافة إلى مركز للبحث والتطوير، وفق طلعت.
تستهدف “إيفا فارما” إنتاج أكثر من 100 صنف دوائي، تشمل أدوية الأورام، والأدوية البيولوجية، والمضادات الحيوية وأدوية العظام والسكري والصحة الأسرية، وتصدير ما لا يقل عن 15% من الإنتاج إلى الأسواق الإقليمية، وفق المدير الإقليمي.
تسعى الشركة المصرية للاستحواذ على حصة سوقية بنسبة 4.5% من سوق الدواء في المملكة بحلول 2030، فيما سيوفر مجمعها الصناعي حوالي 6% من واردات السعودية السنوية من الأدوية، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة رياض أرمانيوس لـ”الشرق” بنهاية العام الماضي.
السعودية تعزز صناعة الأدوية
يُعد قطاع الرعاية الصحية أحد مجالات التركيز الرئيسية ضمن “رؤية 2030” السعودية البالغ حجمها ما يزيد عن تريليون دولار، وسط استعداد البلاد لازدياد عدد السكان وارتفاع متوسط العمر المتوقع. ووضعت السعودية برنامجاً في عام 2021 لجعل هذا القطاع أكثر كفاءة، كما أنشأ “صندوق الاستثمارات العامة” في 2023 كياناً لجذب شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية.
المدير العام لـ”إيفا فارما-السعودية” ذكر أن المشروع الجديد للشركة يوفر أكثر من 800 فرصة عمل، نصفها مخصص للسعوديات، بهدف تعزيز دور المرأة السعودية في بيئة العمل الاحترافية، وبما يتماشى مع أهداف التنمية البشرية للمملكة.
توطين صناعة الدواء في المملكة
طلعت الذي يشغل دور المشرف العام على الشراكات الاستراتيجية والتحالفات الدولية لدى “إيفا فارما”، أشار إلى أن شركته تستهدف نقل الخبرة المصرية المكتسبة بالشراكة مع الشركات العالمية إلى السعودية لتعزيز جهودها في توطين صناعة الدواء، لافتاً إلى نجاح شركته خلال جائحة كورونا، في تصنيع المادة الخام لدواء “الريمديسيفير”، لتصبح أول شركة عربية في هذا الصدد. كما تصنع الشركة حالياً عقار الأنسولين بالتعاون مع “إيلي ليلي” الأميركية (Eli Lilly and Company)، وتستهدف تصديره إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.
كشف طلعت أن الشركة تستهدف التعاون مع كل من الشركة الوطنية للشراء الموحد بالسعودية (نوبكو) التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية السعودية، وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية السعودية، لتوطين صناعة عدد من الأدوية الحيوية والهامة للسوق السعودية.
مصانع للأدوية واللقاحات
تعمل السعودية على إنشاء مصانع للأدوية الحيوية واللقاحات، بالتعاون مع شركات صناعة الدواء العالمية الكبرى، لتلبية احتياجات السوق المحلية، والتصدير على المدى الطويل، بحسب تصريحات وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، في مقابلة مع “الشرق” في يونيو الماضي.
كان وزير التجارة السعودي ماجد القصبي توقع في مؤتمر مبادرة القدرات البشرية الذي عُقد الشهر الماضي في الرياض أن يصل حجم قطاع الرعاية الصحية بالمملكة إلى 250 مليار ريال بحلول عام 2030.
ولدى شركات الأدوية المصرية اهتمام بإطلاق مشروعات بالمملكة. في 2023، أبرمت مدينة الدواء المصرية “جيبتو فارما” وعدد من الشركات المصرية تعاقدات تصل قيمتها إلى 4 مليارات جنيه حتى عام 2030، مع شركة مدينة فارما أحد مشاريع صناعة الدواء بالمملكة العربية السعودية لنقل تكنولوجيا تصنيع الأدوية وإنتاجها بمصانع السعودية.