أعادت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تشكيل لجنة سياسات الأدوية الجنيسة بعد تقليص عدد أعضائها، وفقًا لتقرير صدر يوم الاثنين عن موقع “إندبوينتس نيوز”، في أحدث تطور في إجراءات التوظيف المترددة التي اتخذتها إدارة ترامب.
وذكرت “إندبوينتس نيوز” نقلاً عن مصدرين مطلعين في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أنه لا يزال من غير الواضح سبب قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إعادة تشكيل فريق سياسات الأدوية الجنيسة، أو عدد أعضائه السابقين الذين سيعودون. إلا أن أحد المصدرين أفاد للصحيفة أن بعض الموظفين المفصولين قد توجهوا بالفعل إلى مقر إدارة الغذاء والدواء في ماريلاند يوم الاثنين.
كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد حلت مكتب سياسات الأدوية الجنيسة في أبريل 2025، وهي خطوة وصفها المفوض السابق سكوت غوتليب، في مقال رأي لموقع “ستات نيوز”، بأنها “ألغت بالضبط نوع الإنفاق الحكومي الذي يحقق أكبر عائد لأموال دافعي الضرائب”. وأضاف أن هذا الفصل الجماعي “قد يعيق ظهور بدائل للأدوية الجنيسة بأسعار معقولة لبعض أغلى الأدوية اليوم”.
هذه ليست المرة الأولى التي تُسرّح فيها الإدارة موظفين بشكل جماعي قبل تغيير مسارها. ففي منتصف فبراير، وبعد فترة وجيزة من تنصيبه، أنهى الرئيس دونالد ترامب خدمات مئات الموظفين في إدارة الغذاء والدواء، وهي خطوة أفقدت العديد من المراكز الرئيسية داخل الوكالة، بما في ذلك تلك المسؤولة عن تنظيم الأجهزة الطبية والأغذية ومنتجات التبغ. وبعد أسبوع واحد فقط، أفادت رويترز أن إدارة الغذاء والدواء تُخطط لإعادة توظيف حوالي 300 من هؤلاء الموظفين المُسرّحين.
في أواخر مارس، أعلن وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف. كينيدي الابن عن إعادة تنظيم شاملة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، شملت إلغاء حوالي 10,000 وظيفة. وكان من المتوقع أن تُعاني إدارة الغذاء والدواء من أكبر الخسائر، حيث تُهدد 3,500 وظيفة بالفقدان. ومنذ ذلك الحين، أعادت الوكالة العشرات من هؤلاء الموظفين بعد أن واجهت عدة تأخيرات تنظيمية. كما عاد الموظفون المسؤولون عن ترتيبات سفر المفتشين والمشاركون في مفاوضات برنامج رسوم المستخدمين.
يوم الاثنين أيضًا، أصدرت مجموعة من موظفي المعاهد الوطنية للصحة الحاليين والسابقين إعلان بيثيسدا، مُنددين بإلغاء الوكالة الجماعي لآلاف المنح البحثية بقيمة 9.5 مليار دولار، بالإضافة إلى 2.6 مليار دولار من العقود المنتهية. كما انتقد الإعلان تسييس الإدارة لمواضيع بحثية مثل الفوارق الصحية، وكوفيد-19، والتحصين، بالإضافة إلى الهوية الجنسية والصحة الجنسية.
إلى جانب تخفيضات التوظيف والميزانية، أثّرت سياسات إدارة ترامب الصحية بشكل كبير على قطاع الأدوية الحيوية، بما في ذلك التعريفات الجمركية المقترحة على واردات الأدوية، والتغييرات الجذرية في لوائح اللقاحات، وتعيين قادة مستقطبين للوكالة، وسياسة تسعير الأدوية التي ستكون لها آثار بعيدة المدى على هذا القطاع.