أدون هذه الكلمات مع الذكرى السنوية الـ 26 لمجلس الضمان الصحي والعام 24 لي عضو في أُسرة المجلس أجدها فرصة للتأمل في مسيرة حافلة بالإنجازات والتميز في تنظيم وتمكين قطاع الضمان الصحي في المملكة.
لقد شهدت مسيرة ربع قرن من التميز والإبداع في تنظيم القطاع الصحي هذا التميز يتجسد في إنجازات فخر وصدارة أعتد به نموذجًا يحتذى به على المستوى الإقليمي ولربما الدولي نتيجة جهود قيمة من العمل المتواصل لنخبة من قيادات وكفاءات وسواعد وطنية عملت وأتقنت وأبدعت في تنظيم وتمكين قطاع الضمان الصحي والخدمات الصحية والارتقاء بجودة وكفاءة وقيمة الخدمات الصحي المقدمة للمستفيدين.
تأسس مجلس الضمان الصحي بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم (م/10) وتاريخ 1/5/1420هـ (الموافق 13 أغسطس 1999م)، كجهة تنظيمية تهدف إلى توفير الرعاية الصحية وتنظيمها للمستفيدين والإشراف على تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني في المملكة.
وقد جاءت هذه الخطوة في سياق رؤية استراتيجية لتوسيع نطاق التغطيات وخدمات الرعاية الصحية وشموليتها لكافة فئات المجتمع، ومن خلال توزيع العبء على المرافق الصحية بقطاعاتها العام والخاص وغير الربحي دون تحمل المستفيد أعباء مادية.
شهدت مسيرة المجلس تطوراً لافتاً في الأدوار والمهام بعد تشريع إلزامية الضمان الصحي بين الفئات المستهدفة وهو التحول من التنظيم إلى التمكين من خلال عشرات البرامج والمبادرات والحلول التقنية والذكية التي عززت من كفاءة العلاقة بين أطراف المنظومة الصحية في خدمة المستفيدين،.
ومن أبرز هذه المبادرات إصدار وثائق ضمان الموحدة لتشمل تغطيات أوسع وتوفير حماية صحية أفضل للمستفيدين لكافة الفئات الخاضعة سواء العاملين وتابعيهم والزائرون والمعتمرون وغيرهم من فئات، كذلك تنظيم العلاقة التعاقدية بين مقدمي الخدمة الصحية والدافعين بما يحقق سلامة وسلاسة وكفاءة الخدمات المقدمة للمستفيدين على سبيل المثال، وليس الحصر العقد الموحد بين مقدمي الخدمة والدافعين لتكاليف الخدمات وتفعيل الترميز الطبي للخدمات وتطبيق نظام الفوترة السعودي وإطلاق برامج بناء الرعاية الصحية المبنية على القيمة والكفاءة والجودة في المملكة،.
وليس أخيرا الحلول التقنية والذكية المبنية على البيانات، ومنها إطلاق منصة نفيس التي أسهمت في أتمتة العمليات والربط بين مقدمي الخدمة والدافعين ومنصة ذكاء نفيس لخدمة أصحاب العمل والمستفيدين.
خلال 26 عامًا، قد أثمرت هذه الجهود عن نتائج وإنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة، فقد تجاوز عدد المستفيدين أكثر من 13 مليون مستفيد، وعدد مقدمي الخدمات الصحية المعتمدين تجاوز 6,7 ألف مقدم خدمة صحية، كما حقق المجلس على مدار عدة سنوات مؤشرات أداء متميزة في الامتثال والحوكمة والجودة فاقت 90%، ونافس على عدة جوائز، ونال جوائز وحقق مراكز مرموقة، بالرغم من حداثة مشاركته يذكر منها جائزة الملك عبدالعزيز للجودة وجوائز الأمن السيبراني والنضج الرقمي والمشاريع الرائدة.
مع دخوله العام السابع والعشرين، يواصل المجلس مسيرته نحو توسيع التغطية لتشمل شرائح جديدة من المجتمع وتعزيز الاستدامة المالية لمنظومة القطاع الصحي، إضافة إلى تحسين تجربة المستفيدين عبر المزيد من الحلول الرقمية لقياس التحسين للنتائج من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، وليس أخيرا دعم الابتكار في تقديم الخدمات الصحية وتعزيز الكفاءة التشغيلية للقطاع الصحي.
الذكرى الـ 26 ليست مجرد محطة للاحتفال، بل منطلقٌ لرؤية أكثر طموحاً لنظام ونموذج الرعاية الصحية الحديث القائم على القيمة والكفاءة والجودة والاستدامة يشاد به دوليًا تحت مظلة القيادة الرشيدة وتعاون مثمر بين كافة أطراف المنظومة الصحية. فالمجلس مستمر في مواصلة التميز والعمل من أجل مجتمع صحي ينعم بالرفاهية الصحية وجودة الحياة يواكب تطلعات رؤية السعودية 2030 ومساهم رئيسياً في تحقيق مستهدفاتها.
فالنا التوفيق.
أسامة بن إبراهيم الفايز
المدير التنفيذي لإدارة الشؤون المالية في مجلس الضمان الصحي